آل الجحجاح العباسيين الهاشميين

الشيخ خليل بن الشيخ محمد الجحجاح العباسي الهاشمي

الشيخ خليل بن الشيخ محمد الجحجاح العباسي الهاشمي ( مفتي الباب وقضاء الجبول وعضو المجلس القضائي فيهما ) :
هو من مواليد عام ١٨١٥ م ، درس في الأزهر الشريف وكان في البداية مفتيا” بالوكالة وعين بعدها من قبل السلطان العثماني ،وكان فقيها” حنفي المذهب واستمر بمنصب الإفتاء حتى وفاته عام ١٩٠٠م ، أنشأ جنوب مدينة الباب مسجدا” سماه جامع الوقفية وغلب عليه اسم جامع الحاج خليل ، وهو آخر السوق القبلي.
دفن رحمه الله تعالى في الزاوية القبلية الشرقية لزيارة عجان الحديد القديمة في مدينة الباب.

نسبه الشريف:
الشيخ خليل (مفتي مدينة الباب) بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد الجحجاح بن الأمير محمد السائح بن الأمير أحمد الجحجاح بن الأمير حسين العباسي بن الأمير محمد بن الأمير العباس الثاني بن الأمير حسين بن الأمير العباس بن الأمير أحمد أبو ريشة بن الأمير سليمان بن الأمير هارون الرشيد أبي الفضائل بن الخليفة محمد المتوكل على الله ( آخر خليفة عباسي حكم في مصر بالقاهرة) بن الخليفة يعقوب المستمسك بالله بن الخليفة عبد العزيز المتوكل على الله بن الأمير يعقوب بن الخليفة محمد المتوكل على الله بن الخليفة أبي بكر المعتضد بالله بن الخليفة أبي الربيع سليمان المستكفي بالله بن الخليفة أحمد الحاكم بأمر الله بن الحسن بن أبي بكر بن علي القبي بن الخليفة المسترشد بالله بن الخليفة أحمد المستظهر بالله بن الخليفة عبد الله المقتدي بأمر الله بن الأمير محمد أبي العباس ذخيرة الدين بن الخليفة أبو جعفر القائم بأمر الله بن الخليفة أبو العباس أحمد القادر بأمر الله بن الأمير اسحاق ولي العهد بن الخليفة أبو الفضل جعفر المقتدر بالله بن الخليفة أبو العباس أحمد المعتضد بالله بن الأمير طلحة الموفق بالله بن الخليفة أبو الفضل جعفر المتوكل بالله بن الخليفة محمد المعتصم بالله بن الخليفة هارون الرشيد بن الخليفة محمد المهدي بن الخليفة عبد الله أبو جعفر المنصور بن محمد الإمام ( أبو الخلفاء العباسيين) بن الإمام علي السجاد ( جد الخلفاء العباسيين ) بن عبد الله ( حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم) رضي الله عنه بن سيدنا العباس رضي الله عنه ( عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وخاتم النبيين) بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

حياته وزهده :
لقد عرف ( رحمه الله تعالى) بالصلاح والتقى والورع والزهد بالدنيا ، وكان له أراض في مدينة الباب على السفح الشمالي لجبل الشيخ عقيل وكانت مزروعة بأشجار اللوز والفستق الحلبي والسماق وكروم العنب والتين وكذلك أراض في حارة الراهب ( نزلة تادف يمين الطريق) ومنها دار دار الشيخ مصطفى الأخرس رحمه الله وكانت أشجار عنب وسماق وتين وقطعة أرض صغيرة في نهاية السوق القبلي وهي أرض جامع الحاج خليل الذي قام بإنشائه فيما بعد ( ١٨٨٢م) ,
كان إماماً للجامع الكبير في مدينة الباب ( وهناك وثيقة عقد نكاح موقعة من قبله عام ١٨٧٣ م وهو إمام الجامع الكبير ) .
وقد كلف بالإفتاء بصورة مؤقتة ريثما يتم تثبيته من قبل الباب العالي لكن البعض اعترض على تثبيته وقاموا بكتابة عريضة للسلطان العثماني وأخذوا بتوقيعها من الأهالي في الأسواق والأحياء مطالبين بعزله وتعيين أحدهم بدلاً عنه وللمفارقة أن حامل هذه العريضة شخص لا يعرف فحوى هذه العريضة ومضمونها وهو أمي فمر على الشيخ خليل الجحجاح يطلب منه التوقيع عليها فقرأ الشيخ خليل العريضة ووقع عليها ( أي أنه وقع على طلب عزله من منصب الإفتاء ) وأرسلت العريضة إلى الأستانة ليطلع عليها السلطان العثماني آنذاك عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى فعندما قرأ السلطان عبد الحميد الثاني هذه العريضة واطلع على فحواها ورأى توقيع الشيخ خليل واسمه عليها أمر باستدعاء الشيخ خليل الجحجاح إلى استانبول بموجب كتاب رسمي موجه إلى السلطات المحلية في مدينة الباب فأخذ الشيخ خليل هذا الكتاب الرسمي وذهب إلى مقابلة السلطان العثماني وكان يرتدي اللباس الرسمي للعلماء من ( جبة وعمامة بيضاء) وكان له رحمه الله تعالى لحية بيضاء فلما وصل إلى ديوان وحرس السلطان قدم لهم الكتاب فأدخلوه فوراً إلى السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى ، فلما دخل للمقابلة ، وجد السلطان في الشيخ خليل سمة الصلاح والتقوى والورع والنور الذي يكلل وجهه ، فقام له بإجلال واحترام وتقدير و أجلسه بجانبه ، وسأله عن الضغوط التي مورست عليه لإجباره على التوقيع على العريضة المطالبة بعزله عن الإفتاء فأجابه بأنه لا يوجد عليه أي ضغط من أي نوع كان ..
وتابع قائلاً للسلطان إذا كان أهالي الباب لا يريدوني مفتيا” لهم فأنا معهم وهنا شعر السلطان بصدق وزهد هذا الرجل وأصدر فرمانا” خاصاً بتثبيته مفتيا” للباب وقضاء الجبول وذلك بعام ١٨٧٧ م وتم تخصيص راتب شهري له ( علما” أن المفتي سابقا” لم يكن له راتب من الدولة)
وعاد الشيخ خليل الجحجاح معززا” مكرماً إلى مدينته الباب .
لكن الشيخ خليل الجحجاح وزوجته
( الشيخة مريم الحاج محمد القدور وأصلها من مدينة بزاعة ) رفضا أن يأكلا أو يشربا من هذا الراتب الشهري المخصص للمفتي وكذلك أولادهما وذلك لورعهم الشديد وخوفاً من أن يكون هذا المال فيه شبهة بأنه مأخوذ من مكوس أو من ظلم أو من أموال القصر واليتامى لذلك كانوا يعتاشون من ريع أملاك الشيخ خليل الخاصة.
رحمهم الله أجمعين ..

المصادر والمراجع :
-عميد أسرة الجحجاح في مدينة الباب الحاج عبد الستار جحجاح العباسي الهاشمي.
– الحاج حسن جحجاح بن الحاج خليل بن الشيخ آمين بن الشيخ خليل العباسي الهاشمي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته نقلاً عن جده لأمه ( الشيخ طاهر الجحجاح بن الشيخ خليل المتوفى عام ١٩٢٧ م )
– السيدة الفاضلة المعمرة رتيبة الجحجاح بنت الحاج خليل بن الشيخ آمين بن الشيخ خليل الجحجاح العباسي الهاشمي. ( والتي توفيت عن عمر ناهز ١١٥ سنة رحمها الله تعالى) .
– الحاج آمين الجحجاح بن الحاج خليل الجحجاح بن الشيخ آمين الجحجاح بن الشيخ خليل الجحجاح العباسي الهاشمي مفتي مدينة الباب وقضاء الجبول

– السيدة الفاضلة المرحومة لطيفة كنجو العيساوي.
_ السيد المرحوم صبحي الحسن من عشيرة الدراوشة رئيس ديوان المحكمة في مدينة الباب نقلاً عن والده حسن الحسن وكانا معروفين بالاهتمام بالأنساب وقوة الذاكرة.
– تاريخ سالنامة ولاية حلب والوثيقة استخرجها الأستاذ المهندس القاص الروائي إحسان خليل الجحجاح العباسي الهاشمي من مكتبة جامعة حلب .
– مقالة للأستاذ الشيخ حسن عبد الحميد الخضر عمن تولى منصب الإفتاء في مدينة الباب
والأستاذ حسن هو حفيد السيدة الفاضلة مريم بنت الشيخ خليل الجحجاح ( والدة أبيه ) رحمهم الله.

– الوثائق الخاصة المحفوظة لدى آل الجحجاح.
– توثيق النسب الشريف من قبل الأمير يعقوب بن بديوي العباسي الهاشمي
– جمع المعلومات وإعدادها العبد الفقير إلى الله تعالى حسان عبد الستار جحجاح العباسي الهاشمي.